صعد نجم الطائرات المسيرّة في الصراعات والمواجهات العسكرية وتزايد الحديث عنها مجدداً انطلاقاً مما ذكرته التقارير الاعلامية حول استخدام الجيش الاثيوبي لطائرات "بيرقدار" التركية من دون طيار
لم تكن اثيوبيا هي ساحة القتال الأولى التي لعبت فيها المسيّرات الدور الأبرز في الفترة الأخيرة، بل سبقها الصراع بين أرمينيا وأذربيجان
وقبلها استخدمت تركيا نفس الطائرات في عملية "درع الربيع" التي نفذتها القوات التركية في شمال سوريا في فبراير عام 2020
هناك أيضاً دور هذه الطائرات في الصراع الليبي، فضلاً عن استخدام هذا النوع من الطائرات في شن هجوم على مصفاة النفط السعودية في "أرامكو" عام 2019.
هذه المحطات الزمنية تسلط الضوء على حدوث نقلة نوعية كبرى للدور الوظيفي للطائرات المسيرّة وانتقالها من الرصد والمراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات إلى أداء أدوار هجومية فاعلة للغاية،
هذه الطائرات اثبتت قدرتها على تغيير معادلات الصراع ولعب دور حاسم لمصلحة طرف دون آخر، وفي ظل محدودية سعرها يتوقع لها الكثيرون أن تكون السلاح الأكثر انتشاراً في السنوات المقبلة
مايهمنا في هذا التطور أن الطائرة التركية المسيرّة "بيرقدار" باتت احد أهم أدوات أنقرة في التوسع وكسب نفوذ خارجي، من خلال التزايد الكبير في الطلب على هذه الطائرة التي أصبحت إحدى الطائرات الأكثر انتشاراً وطلباً في العالم
أحد جوانب خطورة هذه الطائرات أنها باتت سلاحاً بيد الميلشيات كما هو الحال في بعض دول المنطقة حيث يستخدمها الحوثي في اليمن والميلشيات الطائفية في العراق
تتيج هذه الطائرات امكانية شن الضربات ثم نفي أي مسؤولية عن هذه الهجمات كما حدث في حالة الهجوم على منشآت أرامكو بالمملكة العربية السعودية
الخبراء لا يشعرون بتفاؤل كبير حيال امكانية السيطرة على تكنولوجيا التحكم عن بعد ووضع القيود اللازمة لبيعها وتصديرها، وهذه أمور متوقعة في ضوء التقدم التقني الهائل وطفراته المتسارعة
فمن يمتلك التكنولوجيا يمتلك القدرة على بناء العلاقات وتوسيع دائرة تحقيق مصالحه الاستراتيجية، أو على الأقل الدفاع عنها
هذا ما يجب على الدول العربية الانتباه له جيداً لأن اتساع فجوة التكنولوجيا بمرور الوقت يضعف فرص الدول العربية ليس فقط في اللحاق بركب التكنولوجياً، ولكن أيضاً في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها الوطنية.