من خلال قراءة وتحليل التفاعلات المتسارعة في الصراع الاستراتيجي بين #الولايات_المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة ثانية، يمكن فهم الكثير مما يحدث في مفاوضات فيينا
والتي وصفها مراقبون غربيون بأنها واحدة من أكبر الاخفاقات السياسية للغرب في العام 2021، ويبررون ذلك بالفشل التام في انتزاع أي تنازلات من طهران
المؤكد في الوضع الاستراتيجي الراهن أن المفاوض الايراني يتلقى دعماً غير مباشر من أجواء الصراع المحتدم بشأن أزمتي #أوكرانيا وتايوان
تدرك طهران أن الولايات المتحدة تعاني مأزقاً استراتيجياً حقيقياً في حسم خياراتها للتعامل مع هاتين الأزمتين اللتين يعتبرهما البيت الأبيض أكثر ارتباطاً بالمصالح الأمريكية.
بعض المراقبين الغربيين يرون أن التراجع الأمريكي يرتبط مباشرة بتوجهات المبعوث الخاص بإيران، الذي يقود مفاوضي بلاده في فيينا
ويرون أنه يبدي مرونة كبيرة تصل إلى حد تقديم تنازلات غير مبررة لإيران من أجل إنجاح المفاوضات، ولكن الواقع والتجارب التاريخية تقول أن الأمور يصعب أن تمضي وفق هذا السيناريو الاعلامي المتداول
يصعب التكهن بأن #الصين و #روسيا يمكن أن تقدما دعماً من أي نوع للموقف الأمريكي، ناهيك عن وجود تباينات في وجهات النظر الأوروبية - الأمريكية حيال سبل معالجة الموقف المتأزم
أضف إلى ذلك أن على الولايات المتحدة أن تعيد في المرحلة الراهنة إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية بما يتوافق مع البيئة الدولية المتغيرة التي أفرزها تفشي وباء "كورونا"
في ضوء ماسبق، لا يخفي على أي مراقب أن خيارات إيران في مفاوضات فيينا تبدو أكثر وضوحاً مقارنة بالجانب الأمريكي، فطهران تسعى إلى كسب الوقت أو الحصول على أكبر قدر من التنازلات الأمريكية
الحقيقة أن إيران تبدو المستفيد الأكبر من تعقد العلاقات بين الولايات المتحدة وكل من الصين وروسيا، كما يصعب نفي استفادة طهران من التراجع الاستراتيجي الأمريكي في الشرق الأوسط
الأرجح أن الولايات المتحدة ربما تفضل أي تسوية دبلوماسية للملف النووي الايراني على ماعداها من خيارات بديلة، حيث يعتقد البيت الأبيض أن وجود اتفاق يظل في جميع الأحوال خياراً استراتيجياً أفضل من غياب القيود على الجهود النووية الايرانية
في جميع الأحوال فإن الخبر الأسوأ على الاطلاق للبيت الأبيض هو فشل مفاوضات فيينا، حيث يتوقع أن يتسبب ذلك في إرباك حسابات المخططين الاستراتيجيين الأمريكيين