في هذا الحوار، يستعرض الكاتب والمفكر الإماراتي سالم الكتبي، تصوره لعدد من القضايا الراهنة، على غرار ما يُعرف بالربيع العربي، الذي اعتبر أنه لم يكن فعلاً انتفاضات شعبية بحثاً عن الحرية والديمقراطية، بل ساهمت في تحريكه أطراف خارجية، مستغلة التفكك العربي، فيما استغلته التنظيمات الإرهابية والمتشددة خدمة لأجندتها. كما يعتبر أن الجماعات الإرهابية ليست السبب الوحيد فيما تشهده المنطقة العربية من صراعات، ما دامت أدوات أو وكلاء لقوى اقليمية ودولية.
وفي هذا الصدد، فهو يرى أن هناك قصوراً في الجهود العربية الرسمية المبذولة على المستوى الفكري والثقافي للتصدي للإرهاب والفكر المتشدد، مشيراً إلى أن الوصفات الغربية للقضاء على الإرهاب لا تصلح للتطبيق في المنطقة العربية والإسلامية، مستبعداً استقرار الأوضاع السياسية على المدى القريب في الدول العربية التي تشهد صراعات دموية كالعراق وسوريا وليبيا، مستعرضاً الغاية من التدخل العربي في اليمن، ومشدداً على أن تأخر حسم الأوضاع لصالح التحالف العربي، مرده إلى حماية الشعب اليمني من خسائر ثقيلة.
ماهي رؤيتكم لما يدور في المنطقة العربية من صراعات دموية؟
هناك أسباب وعوامل متداخلة تفسر مايحدث في المنطقة العربية من صراعات، ومن الصعب فهم كل هذه الأزمات والاضطرابات من منظور ضيق، فالأحداث التي اندلعت في نهاية عام 2010 واستمرت حتى الآن تحت مسمى "الربيع العربي" يصعب التسليم بكونها انتفاضات شعبية داخلية بحثاً عن الديمقراطية والحريات، فهناك عوامل خارجية محركة لكل هذه الفوضى العارمة، وقد استغلت الأطراف الخارجية مواضع الخلل والإشكاليات الداخلية في العديد من الدول العربية من أجل تحريض الشباب وقطاعات عريضة من الناس ضد أنظمة الحكم، ولعبت التنظيمات الارهابية في ذلك دوراً حيوياً، حيث امتطت موجات الغضب الشعبي وقامت بتوجيه دفة الأزمات لمصلحتها وسعياً إلى تحقيق أهدافها.
وهل تعتقدون أن التنظيمات الإرهابية هي السبب الوحيد في انتشار الفوضى والحروب في العديد من الدول العربية؟
يصعب القول بأن هذه التنظيمات الارهابية المتشددة هي السبب الوحيد لكل ما يحدث في المنطقة من أزمات وسفك للدماء، فهذه التنظيمات سواء "داعش" أو "الإخوان المسلمين" أو "القاعدة" أو "حزب الله" اللبناني أو غيرها من التنظيمات ليست سوى أدوات أو وكلاء لقوى اقليمية ودولية، حيث تلاقت المصالح ووقف الجميع على أرضية مشتركة تستهدف القضاء على "الدولة" وسيادتها المتعارف عليها في المنطقة العربية من أجل تفكيك بعض دول المنطقة وإعادة هندسة الاقليم جيواستراتيجيا بما يتوافق مع مصالح القوى الكبرى من ناحية، وبما يحقق لهذه التنظيمات رغبتها في هدم ركائز "الدولة" وتقويض أسسها من أجل استعادة وهم "الخلافة"، وتحويل الدول إلى إمارات تبايع شخصاً لا علاقة له بالسياسة ولا شؤون الحكم ولا حتى بالفقه الديني.
ذكرتم في مقالات عدة أن الجهود المبذولة لمواجهة التطرف والارهاب على المستوى الفكري لا تزال دون المستوى المأمول، فما هي الأسباب وراء ذلك في رأيكم؟
هناك أسباب عدة برأيي تفسر قصور الجهود الرسمية المبذولة على المستوى الفكري والثقافي للتصدي للإرهاب والفكر المتشدد، أولها أن هذه الجهود في معظمها هي جهود تقليدية لا تنطوي على فكر إبداعي تجديدي في حين أن التنظيمات الارهابية والأجيال الجديدة منها تحديداً تعتمد على أحدث تقنيات الاعلام والتواصل الاجتماعي في نشر فكرها المتطرف واستقطاب مؤيدين ومتعاطفين لهذا الفكر من الشباب والمراهقين والأجيال الجديد المرتبطين بالأنترنت بشكل قوي. الأمر الثاني أن الجهود تعمل على مسارات متوازية ولا تأخذ بالاعتبار ما يبذله الأخرون فالكل في العالم الاسلامي والعربي يكرر نفس الكلمات والشعارات ويعقد مؤتمرات تناقش المحاور والنقاط والقضايا ذاتها، ولا تواصل بين هذا الطيف الهائل من الباحثين والرسميين المعنيين بالخطاب الديني والفكري والثقافي ولا رابط بينهم من أي نوع. الأمر الثالث أن هناك كثير من الجهود تهدر في مناقشة أسباب ظاهرة التطرف وجذورها حيث يستغرق الباحثون والمتخصصون في ذلك من دون انتقال إلى ما هو أبعد، وأقصد هنا وضع حلول واستراتيجيات وبدائل للتعاطي مع هذه الظاهرة. الأمر الرابع أن الكثير من الحلول وخطط العلاج إن وجدت تبدو غير قابلة للتطبيق حيث ينطلق الكثير منها من فرضيات غير قابلة للتطبيق أو متنافرة مع البيئات العربية والاسلامية، في حين يعتمد بعضها الآخر على استيراد وصفات وحلول جاهزة أو "معلبة" من الدول الغربية للتعامل مع الارهاب والفكر والمتطرف، وهذه الوصفات لا تصلح للتطبيق في بيئات ثقافية مختلفة تماماً عن السياقات والظروف التي وضعت من أجلها. الأمر الخامس أن هناك ضعف في مصداقية المؤسسات الرسمية وعدم الموثوقية فيما تنتجه من خطاب ثقافي وديني وإعلامي، وهذه الظاهرة قديمة وليست عابرة ولكن لا أحد يبذل أي جهد على صعيد معالجتها أو الحد منها، بل إن الممارسات على أرض الواقع تعمق عدم الثقة وترفع مستوياته بما يفشل أي خطاب من هذه الأجهزة والمؤسسات قبل أن يصل إلى جمهوره المستهدف.
ما هو مستقبل بعض الدول العربية مثل العراق وسورية وليبيا من وجهة نظركم، في ضوء ما تعيشه هذه الدول من صراعات دموية واحتراب أهلي؟
لا أستطيع القطع بمآل الأوضاع في هذه الدول نظرا للتعقيد الهائل في المشهد السياسي والأمني، ولكن ما يمكنني توقعه أن دول المنطقة التي تعاني صراعات داخلية لن تشهد استقراراً وشيكاً أو في المدى المنظور، فهناك ملايين المشردين والنازحين واللاجئين وهناك دمار هائل في البنى التحتية وهناك استيطان للتنظيمات الارهابية في جسد هذه الدول، وهناك مصالح دولية تتصارع وتتنافس على تثبيت المكانة والنفوذ في النظام العالمي القائم، وهناك مؤامرات وتدخلات لأطراف اقليمية ودولية بعثت، ولا تزال، بميلشياتها إلى دول مثل العراق وسورية، ومن ثم يصبح المشهد المستقبلي مليئاً بالغموض.
وما هو الأمل في نظركم؟
الأمل الوحيد في أن يقتنع الجميع بأن الحروب لا نهاية لها، وأن التطرف والإرهاب هو الخطر الحقيقي على الأمن والاستقرار، ومن ثم تتوحد الجهود وتنصب في خانة القضاء على تنظيمات الارهاب التي تنشر الفوضى وتسفك الدماء بدعوى معارضة الأنظمة الحاكمة ومساندة الشعوب.
ماهو تصوركم لمستقبل الأزمة اليمنية؟ وهل يمكن أن تتحول هذه الأزمة إلى مستنقع لقوات التحالف العربي كما يحذر بعض المراقبين والخبراء؟
هذه التحليلات والتحذيرات تصدر بناء على تجارب سابقة وظروف تاريخية وسياسية مختلفة، فما حدث في عقود سابقة في اليمن يصعب القياس عليه حالياً، فتدخل قوات التحالف العربي يجري بموافقة ودعم الشعب اليمني ذاته، ولا يمثل تدخلاً خارجياً بالمعنى المتعارف عليه، علاوة على أن قوات التحالف تعمل بفكر عسكري مغاير وتوجه ضربات دقيقة ضد ميلشيات جماعة الحوثي وميلشيات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ولا تشن حرب واسعة في اليمن الشقيق. فدول مجلس التعاون وبقية الدول العربية المشاركة في عملية "إعادة الأمل" ومن قبلها "عاصفة الحزم" تحرص تماماً على عدم تعريض المدنيين اليمنيين إلى مزيد من المعاناة ويكفيهم مايتعرضون له على يد عناصر جماعة الحوثي وميلشيات صالح. وفي مجمل الأحوال فإن القول بأن اليمن يمكن أن يتحول إلى "مستنقع" يستنزف قدرات دول التحالف العربي العسكرية والمالية فيه مبالغة وعدم إدراك للهدف من العمليات العسكرية ومساراتها.
وكيف تفسرون تأخر الحسم العسكري في اليمن لصالح التحالف العربي؟
الحسم في مثل هذه الصراعات يتأخر قليلاً، لأن هناك حرص شديد على عدم تحويل الهدف من ردع الحوثيين إلى الاضرار بالشعب اليمني الشقيق، فهناك خيوط رفيعة يحرص عليها مخططو العمليات العسكرية في اليمن، حيث يدرك الجميع عمق أواصر القربى التاريخية التي تربط أهل اليمن ببقية دول مجلس التعاون. فدول التحالف تكافح فئة باغية ولا تواجه جموع الشعب اليمني الشقيق الذي استغاث بالاشقاء عندما تعرض إلى محنة الاجتياح الحوثي للشرعية الدستورية في البلاد، كما أننا في مجلس التعاون نسعى إلى انهاء الحرب واستعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن الشقيق في أقرب وقت ممكن ولا مصلحة لأحد في استمرار هذه الأزمة التي تدمي قلوبنا جميعاً.
هناك تساؤلات كثيرة حول عداء دولة الامارات العربية المتحدة لجماعة الاخوان المسلمين، فما هو موقفكم الحالي من الجماعة سواء في الداخل الاماراتي أو الخارج؟
كما يعرف الجميع، فدولة الامارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً في التعايش والتسامح الديني، وأحد مقومات نهضتنا ومسارنا التنموي الفريد ينطلق من فكرة بناء نموذج حضاري يسهم في نشر فكرة التعايش ويعمل من أجل مصلحة الانسان، وهذه هي فلسفة بناء دولة الامارات العربية المتحدة التي غرسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وسار عليها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، فالقيادة الرشيدة تؤمن بنموذج الاسلام المعتدل وترى أنه الدرع الواقي من التطرف والصراعات، لذا يتعايش على أرض الامارات أكثر من مائتي جنسية يشعرون فيها بالأمن والأمان فلا فرق بين عربي وأجنبي ومواطن سوى بالعمل والانتاج والالتزام بالقواعد والقوانين التي ارتضاها الجميع لضمان الأمن والاستقرار.
أما فكر التنظيمات الارهابية المتطرفة وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين فهو فكر اقصائي ضيق يرفض الآخر ولا يسمح بالتعايش ومن ثم يصبح هذا الفكر مرفوضاً تماماً في دولة الامارات العربية المتحدة، فهو يتنافر مع أسسها ومبادئها وقيمها الحياتية الأساسية، ولا مجال له وسط الشعب الاماراتي، الذي يتسم بقدر عال من الاعتدال الديني وقبول الآخر والانفتاح عليه. ومن ناحية أخرى فإن فكر هذه التنظيمات التي ترفع شعار الدين وتتخذ منه مطية لأغراضها هو فكر سياسي بامتياز. فهي تريد السلطة ولا شىء سواها، ولا ترى في دول مجلس التعاون سوى مخزون من المال والنفط القادر على تمويل مشروعاتها الأيديولوجية التوسعية في المنطقة العربية والعالم. كما أن نموذج الامارات يتعارض فكريا ويصطدم بفكر هذه التنظيمات المتعفن، فهي ترفض حرية المرأة ولا ترى فيها سوى سبايا أو "مجاهدات نكاح" في حين أن المرأة في دولة الامارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً للتحضر والتقدم واحترام المرأة بل هي نموذج عالمي على هذا الصعيد.
وكيف تقيمون رفض الإمارات لهذه التنظيمات الإخوانية؟
أستطيع القول إن رفض دولة الامارات وتجريمها وحظرها لجماعة الاخوان المسلمين هو إجراء يعكس إرادة ورغبة شعبية جارفة، فلا مجال لمثل هذا الفكر في البيئة الاماراتية، كما أنه لا مستقبل له وسط شعب يبحث عن التقدم والتطور والتنافسية في القرن الحادي والعشرين، ومن هنا لا يمكن توقع أي فرص للتفاهم أو الحوار مع أي فكر ضال أو متطرف سواء نبع من الإخوان المسلمين أو غيرهم من التننظيمات الارهابية.
ماهو تقييكم لدور مراكز الدراسات الاستراتيجية العربية في مواجهة الأزمات الراهنة إقليمياً ودولياً؟
اعتقد أن معظم مراكز الدراسات العربية لا تدرك القيمة الحيوية الهائلة لدورها المعرفي والبحثي في أوقات الأزمات. صحيح أن جزءاً مهماً من قصور هذا الدور يعود إلى عدم الثقة في مخرجات هذه المراكز من جانب المؤسسات الرسمية في الدول العربية، ولكن لاننسى أن مراكز الدراسات وباحثيها هم من رسموا هذه الصورة النمطية المشوهة في كثير من الأحوال لأنفسهم ولمراكزهم بما يقدمون من رؤى وتصورات غير قابلة للتطبيق أو يستغرقون في الجوانب النظرية بشكل يتجاهل الواقع ومعطياته. ومن واقع تجربتي، أرى أن الكثير من مراكز الدراسات الاستراتيجية في المنطقة العربية تفتقر إلى الجدية في أداء عملها، بل تحول بعضها إلى مجرد "واجهات تجميلية" لا تحقق الهدف المنشود من انشائها ولا تسعى إلى تحقيقه من الأساس وتكتفي بأداء مهام روتينية يبدو بعضها لافتاً للأنظار، فهناك مؤتمرات وندوات ومحاضرات تعقد في أحيان كثيرة، ولكن للأسف لا نجد مخرجات ذات ثقل لهذه الأنشطة البحثية، وهناك فعاليات تتحول إلى مجرد أغطية لمجاملة الأصدقاء والمقربين من مسؤولي هذه المراكز. والمؤكد أن جزءاً أساسياً من الواقع العربي المهترىء يعود إلى ضعف إنتاج النخب البحثية في دراسة الواقع واستشراف المستقبل، فضلا عن ضعفها في وضع التصورات والحلول والبدائل القادرة على التعامل مع الأوضاع القائمة بما يجنب الشعوب العربية كل هذه المصائب والكوارث التي تحاصرها من جميع الاتجاهات.
وما هو الحل في نظركم؟
أعتقد أن أحد آليات الخروج من هذا الواقع العربي المظلم يكمن في وجود جيل جديد من مؤسسات الفكر والبحث المبتكرة القادرة على العمل بشكل جاد يتوافق مع متغيرات العصر ويؤمن برسالته ودوره المجتمعي ويتخلص من الأمراض والآفات المنتشرة في معظم مراكز الدراسات الاستراتيجية العربية القائمة، التي تستنزف كثيراً من الجهود والأموال وتحولت إلى مجرد مؤسسات بيروقراطية عتيقة تمثل عبئاً على الدول والخزانات العامة.
كيف ترون مسار العلاقات الاماراتية ـ المغربية، في ظل التقارب الكبير بين الجانبين؟
تحتفظ العلاقات الاماراتية ـ المغربية بخصوصية استثنائية ويلاحظ ذلك من الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين البلدين الشقيقين، واللجان المشتركة، واستمرار الحوار والتشاور بين قادة البلدين، حيث تؤكد الشواهد جميعها أن الزيارات المتبادلة تعكس عمق هذه العلاقات وخصوصيتها الفريدة منذ أن وضع ركائزها وأسسها المتينة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وسار على هذا الدرب وأضاف إلى هذه العلاقات وقام بترسيخ أسسها ودعائمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، كما تمثل زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى المملكة المغربية وحرص سموه على التشاور والمستمر مع الأشقاء في المملكة المغربية على رغبة البلدين الشقيقين في تعميق أواصر العلاقات وتعزيزها بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وكيف تنظرون إلى دور المملكة المغربية إزاء القضايا والأزمات الراهنة في العالم العربي؟
بالنسبة إلى دور المملكة المغربية الشقيقة في القضايا والأزمات الراهنة، فأعتقد أن الرباط لا تبخل بأي جهد من شأنه دعم المواقف العربية والحيلولة دون انتشار الفوضى والاضطرابات في المنطقة العربية، التي تعاني أزمات غير مسبوقة وتحتاج إلى تكاتف الجهود العربية جميعها من أجل انقاذ الشعوب العربية والحفاظ على مصالحها، ومن هنا فإن المملكة المغربية، بما تتمتع به من مكانة وثقل إقليمي ودولي، تدعم مواقف دول مجلس التعاون في الحفاظ على أمنها واستقرارها سواء فيما يتعلق بالأزمة اليمنية أو في بقية الدول العربية التي تعاني الفوضى والاضطرابات مثل سورية والعراق وليبيا وغيرها.