في زمن تتكالب فيه قوى الظلام وتجار الأزمات، وتتعالى فيه أصوات الفتنة المغلفة بشعارات زائفة، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة كحصن منيع للتنمية ومنارة للأمل، متحديةً بذلك مخططات التخريب ومساعي الهدم. إن هذا الصمود الإماراتي، وهذا الإصرار على بناء مستقبل مزدهر لشعبها وللمنطقة، قد أثار حفيظة تلك الجهات التي لا ترى في الاستقرار إلا تهديداً لمصالحها، ولا تجد في التقدم إلا تقويضاً لأجنداتها المشبوهة. هذه الجهات، التي دأبت على دعم الإرهاب فكراً وتمويلاً، وتغذية التطرف قولاً وفعلاً، هي ذاتها التي تقود اليوم حملات التشويه الممنهجة ضد الإمارات، محاولةً يائسةً إخفاء فشلها الذريع في تحقيق أدنى مستويات الحياة الكريمة لشعوبها، وسعياً خبيثاً لعرقلة مسيرة دولة اختارت النور طريقاً والازدهار هدفاً. إنهم يرفعون شعارات براقة عن الحرية والعدالة، بينما هم في الحقيقة دعاة فوضى وأدوات تخريب، يخشون نموذج الإمارات لأنه يكشف عوراتهم ويفضح أكاذيبهم أمام العالم أجمع.
في الوقت الذي تعصف فيه رياح التغيير بالكثير من مناطق العالم، وتئن فيه شعوب تحت وطأة أنظمة استبدادية أو فاشلة، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة شامخة، تقدم للعالم نموذجاً فريداً في البناء والتنمية والازدهار. إنها قصة نجاح لم تُكتب بحبر الأماني، بل بعرق الرجال ورؤية القادة وحكمة التخطيط. فمنذ بزوغ فجر الاتحاد، وضعت الإمارات نصب عينيها هدفاً واضحاً: بناء دولة عصرية قوية، ينعم فيها المواطن والمقيم بالأمن والرخاء والكرامة. وها هي اليوم، بعد عقود قليلة، تتحول إلى مركز عالمي للاقتصاد والابتكار والتكنولوجيا، ومنارة للتسامح والتعايش الإنساني، وقبلة للباحثين عن فرص واعدة ومستقبل مشرق.
إن الإنجازات التي حققتها الإمارات في مختلف الميادين لا تخطئها عين، ولا ينكرها إلا جاحد أو حاقد. فمن بنية تحتية متطورة تنافس مثيلاتها في أعرق الدول، إلى نظام تعليمي وصحي يرقى إلى أعلى المستويات العالمية، ومن اقتصاد متنوع وديناميكي يجذب الاستثمارات من كل حدب وصوب، إلى مجتمع متعدد الثقافات يعيش فيه أكثر من مائتي جنسية في وئام وانسجام. كل هذا لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عمل دؤوب وجهد متواصل، ورؤية استشرافية للقيادة الرشيدة التي آمنت بأن الثروة الحقيقية هي الإنسان، وأن الاستثمار في بناء قدراته وتوفير الحياة الكريمة له هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة.
ولم يقتصر دور الإمارات على تحقيق التنمية الداخلية، بل امتد ليشمل محيطها الإقليمي والدولي. فكانت دائماً سباقة إلى مد يد العون للمحتاجين والمتضررين في مختلف أنحاء العالم، وداعمة للاستقرار والسلام في المنطقة، وشريكاً فاعلاً في مواجهة التحديات العالمية. إن المساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها الإمارات، والمبادرات التي تطلقها لتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات، هي خير دليل على التزامها بقيم الأخوة الإنسانية والمسؤولية العالمية. إن هذا النموذج الإماراتي، القائم على البناء والتنمية والانفتاح على العالم، هو أفضل رد على أولئك الذين يحاولون عبثاً تشويه صورته أو النيل من إنجازاته.
لا غرابة أن يثير النجاح حسد الحاسدين وحقد المتربصين، وأن تستهدف سهام التشويه كل نموذج مشرق يخشى أصحاب الأجندات الخفية أن يكشف زيفهم ويفضح فشلهم. ودولة الإمارات، بنجاحها الباهر ونهضتها الشاملة، لم تكن استثناءً من هذه القاعدة. فقد تعرضت، ولا تزال، لحملات ممنهجة من الافتراءات والأكاذيب، تهدف إلى النيل من سمعتها وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي. هذه الحملات، التي تتخذ أشكالاً متعددة، من تقارير مغلوطة إلى شهادات زائفة، ومن تغريدات مسمومة إلى تحليلات سطحية.
إن المتأمل في طبيعة هذه الهجمات يدرك بسهولة أنها ليست بريئة ولا عفوية، بل تقف وراءها جهات منظمة لها مصالحها الخاصة وأهدافها المشبوهة. فبعض هذه الجهات ينتمي إلى تيارات متطرفة ترى في نموذج الإمارات القائم على التسامح والانفتاح والاعتدال تهديداً مباشراً لأيديولوجيتها الظلامية. وبعضها الآخر يأتمر بأمر أنظمة ديكتاتورية فاسدة، تخشى أن يصبح النموذج الإماراتي مصدر إلهام لشعوبها المقهورة، فتسعى جاهدة إلى تشويهه وإطفاء نوره.
في الجانب الآخر من المشهد، حيث يغيب نور التنمية وتخفت أصوات الشعوب، تقبع أنظمة رجعية ودكتاتورية، لم تجلب لشعوبها سوى المزيد من القهر والتخلف والفساد. هذه الأنظمة، التي تتمسك بعروشها الواهية بالحديد والنار، هي السبب الرئيسي في معاناة الملايين، وهي العقبة الكأداء أمام أي محاولة للنهوض أو التقدم. إنها أنظمة تعيش في الماضي، وتخشى المستقبل، وترى في كل دعوة للتغيير أو الإصلاح مؤامرة تستهدف وجودها. شعوبها تئن تحت وطأة الفقر المدقع، وتنهشها الأمراض والأوبئة، وتفتك بها البطالة واليأس، بينما ثرواتها الوطنية تنهب بشكل ممنهج، وتذهب إلى جيوب قلة فاسدة لا هم لها سوى تكديس الأموال وخدمة مصالحها الشخصية.
إن هذه الأنظمة المتهاكلة، التي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أبسط متطلبات الحياة الكريمة لمواطنيها، لا تجد حرجاً في إلقاء اللوم على الآخرين، وتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج. فهم يخرجون من ضيق إلى ضيق، ومن فشل إلى آخر، ثم يبحثون عن كبش فداء يعلقون عليه خيباتهم المتتالية. وغالباً ما تكون الدول الناجحة والمستقرة، مثل دولة الإمارات، هي الهدف المفضل لحملاتهم الإعلامية المضللة، التي تحاول تشويه صورتها والنيل من إنجازاتها. إنهم ينشدون انتصارات وهمية، ويحتفلون بإنجازات زائفة، بينما شعوبهم تغرق في بحر من اليأس والحرمان. يريدون المنعة والقوة، وهم إلى الذلة والهوان أقرب، لأنهم اختاروا أن يكونوا أعداء لشعوبهم، وحلفاء للتخلف والفساد.
إن مسيرة الإمارات العربية المتحدة نحو التقدم والازدهار، ورغم كل التحديات والمحاولات اليائسة لعرقلتها، لن تتوقف. فهي مسيرة تستمد قوتها من إرادة شعبها وعزيمة قيادتها، وتستند إلى قيم راسخة من العمل الجاد والابتكار والتسامح. وعلى أولئك الذين يراهنون على فشل هذا النموذج أو يحاولون تشويه صورته أن يدركوا أنهم يراهنون على سراب، وأن محاولاتهم ستتحطم على صخرة الواقع الإماراتي الصلب.