لا خلاف على أن دولة الإمارات هي عاصمة العمل الإنساني وعنوانه الرئيسي في العالم أجمع؛ لذا فإن احتفالها باليوم العالمي للعمل الإنساني مؤخراً قد تميز بالصدقية وجدية التفاعل كونها جزءاً لا يتجزأ وركيزة حيوية لمنظومة الخير والعطاء العالمي.
يحظى هذا اليوم في الإمارات باهتمام استثنائي نلحظه جميعاً، فهناك احتفاء خاص سواء من جانب قيادتنا الرشيدة، أو على المستوى الشعبي غير الرسمي؛ حيث تتضافر الجهود وتتكاتف السواعد من أجل فتح أبواب جديدة للأمل وضخ دماء جديدة في شرايين العمل الإنساني الإماراتي، التي تصل إلى أقصى بقاع المعمورة من دون تفرقة بين لون وجنس وعرق.
وضمن الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني في دولة الإمارات ومواكبة لإعلان عام 2018 «عام زايد»، شاركت مؤخراً في حفل إطلاق مبادرة تطوعية وطنية فريدة تحت رعاية الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان؛ حيث انطلق من مجلسه «فريق واجب التطوعي» الذي سيعمل تحت رعايته ورئاسته الفخرية؛ حيث أكد أن رؤية هذا الفريق قائمة على أن «التطوع رسالة وطنية»، وأن رسالة الفريق هي خدمة المجتمع.
وأجد أن من الضروري بالفعل التركيز على أن التطوع ليس نوعاً من الرفاه أو ملء أوقات الفراغ كما يتصور البعض، بل هو رسالة وطنية عميقة الأبعاد والدلالات، ومن ثم يبدو من الضروري التركيز في الجانب التعريفي، على الربط بين التطوع وخدمة الوطن مسألة مهمة لتوعية الشباب بقيمة التطوع والتأكيد على فكرة ارتباطه بالوطن، فالجميع يسعى إلى خدمة الإمارات، ويبحث عن هدف يلبي هذه الغاية، ومن ثم فإن فتح أبواب التطوع لخدمة المجتمع في مجالات مختلفة، سيرفد مسيرة الخير والعطاء الوطني بدماء شابة كثيرة، وأفكار أكثر، وطاقات أكثر وأكثر.
إن شبابنا يتمتع بولاء عميق لقيادتنا الرشيدة ودولتنا الفتية، ومن ثم فإن توجيه هذه الطاقات الشابة المتحفزة للعمل ضمن مبادرات مبدعة مثل مبادرة «واجب» يعتبر فكرة مطلوبة وبإلحاح، لاسيما أننا نعيش «عام الخير» ونترقب «عام زايد»، أي أن مسيرة الخير والعطاء مستمرة، وتحتاج إلى المزيد من الجهود والطاقات كي نعزز دور الإمارات ونلبي تطلعات شعبنا وقيادتنا الرشيدة في المجال الخيري والإنساني.
إن قيم الخير والعطاء متجذرة في أرض زايد الخير «طيب الله ثراه» فقد ارتكز البناء الاتحادي منذ الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971 على منظومة قيمية وأخلاقية هي جزء محوري لا ينفصم عن البناء الدستوري والسياسي لدولة الاتحاد.
ومن هنا فإن ثقافة العطاء متجذرة في أرض الإمارات منذ تأسيس دولة الاتحاد كما أشرت؛ حيث اتسعت دائرة نشاط الأيادي البيضاء الإماراتية حتى بلغت عام 2014 نحو 178 دولة بإجمالي مساعدات تبلغ نحو 173 مليار درهم، لتحتل الإمارات المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية.
إن مسيرة الخير في دولة الإمارات بحاجة إلى جهود الجميع، ومبادرة فريق «واجب» التي دشنها الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان مؤخراً هي لبنة جديدة تضاف لصرح العمل التطوعي المؤسسي في دولة الإمارات، وتصب في خانة إشراك المزيد من أبناء المجتمع في هذا المجال.
إن رعاية مبادرات العمل التطوعي وقيادتها تعكس تجذر ثقافة الخير في المجتمع الإماراتي، وتؤكد عمق الوفاء والرابط القوي المتين الذي يربط شعبنا بقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حالكم دبي ،وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يمثل القدوة والنموذج الملهم لنا جميعاً في دعم جهود التطوع والمسؤولية الاجتماعية وتشجيع شبابنا على الانخراط الفاعل في هذه المهام الوطنية.