منذ سنوات عديدة مضت، تتصدر دولة الامارات قائمة الدول المفضلة للعيش لدى الشباب العربي، كما تتصدر قائمة الدول التي يرغبون لدولهم أن تحذو حذوها، وينظرون إليها باعتبارها نموذجاً يحتذى للدول الآمنة اقتصادياً ومعيشياً، وهذه نتائج استطلاعات دورية تجريها مؤسسات ذات موثوقية دولية.
نتائج هذه الاستطلاعات ليست مفاجئة لأحد فالإمارات، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آ ل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، هي "بلد الخير للجميع".
السعادة ليست بعيدة عن أسباب تفضيل الشباب العربي للامارات عند سؤالهم حول أفضل الدول التي يتمنون الإقامة فيها، فالامارات لا تسعى لإسعاد شعبها فقط، بل والمقيمين على ارضها وزائريها، حيث تصدرت السنوات الماشية منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا واحتلت مراتب متقدمة عالمياً، كأسعد الشعوب في "مؤشر السعادة العالمي" السنوي، الذي تصدره شبكة المبادرة الدولية لحلول التنمية المستدامة، ومعهد الأرض التابع لجامعة كولومبيا. ولا تكتفي الإمارات برفاه وسعادة من يعيشون فيها، ولكنها تنشر الخير عبر المنح والمساعدات الإنسانية في مختلف ارجاء العالم،
وقد احتلت المرتبة الأولى عالمياً كأكبر جهة مانحة دولياً للمساعدات الإنمائية الرسمية لسنوات عدة على التوالي، كما باتت العاصمة الإنسانية للعالم من دون منازع.
فكرة الذهاب أو العيش في دولة حلم داعبت أجيال عدة في مناطق ودول شتى من العالم فتحت عيونها على ما يعرف بالحلم الأمريكي، الذي حلق في خيال مئات الملايين من البشر، حيث يعد هذا الحلم أحد أهم مصادر القوة الناعمة الأمريكية، فهي بالنسبة للملايين أرض الفرص والأحلام والحياة الرغيدة، والأرض التي يمكن أن تتحقق عليها أحلامهم، فهي أرض الفرص التي تعتمد على المهارات والمواهب والطاقات وليس على النفوذ والوساطات والعلاقات، كما صورت أمريكا نفسها ورسمت هذه الصورة النمطية التي تم تسويقها في جميع انحاء العالم، فهي الأرض الأفضل للحياة وكسب الثروة والتعليم والرفاه.
الحلم الأمريكي إذا هو جوهر القوة الناعمة الأمريكية منذ أن ظهر المصطلح في كتاب "الملحمة الأمريكية" أوائل العقد الثالث من القرن العشرين، وخضع للدراسات والبحوث، ورغم محاولات التشكيك فيه لكنه ظل حلماً بالفعل يراود الملايين.
في السنوات الأخيرة سطع حلم جديد يراود الشباب في المنطقة العربية والعالم، هو الحلم الاماراتي، وهذا الحلم لا يزال صاعداً بقوة في ساحات التنافس والعمل والابداع والتميز بين الدول التي تسعى لشعل المراتب الأولى في أفضلية العيش والرفاه والسعادة والرخاء لسكانها.
يكتسب الحلم الاماراتي قوة نوعية متزايدة ليس فقط مما تحققه الامارات من إنجازات ونجاحات مستمرة، ولكن أيضاً من طموحات قيادتها التي تحلم بأن تكون الامارات من أفضل دول العالم، وتعمل على ذلك بجد واجتهاد ولا تكتفي بالأحلام فتصوغ الاستراتيجيات المدروسة، مثل رؤية الامارات 2021، ومئوية الامارات 2071.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في تغريدة له "نحلم لدولتنا بأن تكون من أفضل دول العالم". ويضيف سموه "علمتني الحياة بأن من حقنا أن نحلم لدولتنا بأن تكون من أفضل دول العالم.. والأحلام العظيمة تحرك الرجال والجبال، وكلما عظمت الإنجازات عظمت الأحلام". ويؤكد سموه أنه "من حق أي فرد أن يحلم.. وأيضاً من حق أي شعب أن يحلم.. ولا توجد قوة في الأرض تستطيع إيقاف شعب كامل عن تحقيق حلمه إذا استيقظ كل يوم ليصنعه". وقال سموه، "علمتني الحياة بأن الهمم على قدر الأحلام.. رأيت زايد يعمل 40 عاماً من دون راحة.. كان حلمه بناء شيء من لا شيء.. ولم يجد راحته إلا في تحقيق حلمه".
هذه الكلمات التي تقفز منها روح وعزيمة وإرادة صلبة لا تلين هي الطاقة المحفزة للحلم الإماراتي، فقد وهب الله عزوجل للإمارات قيادة لا تكل ولا تمل من العمل على راحة شعبها، والوصول به إلى قمة السعادة والرفاه وتسخير الثروة والموارد كلها
لتحقيق هذا الهدف الإنساني والحضاري النبيل. قيادة تترجم إنجازاتها وتقدم دولتها دائما إلى خطوات تصب في مصلحة المواطن الاماراتي، الذي بات يحمل "جواز سفر" من أقوى وثائق السفر في العالم، في ترجمة واضحة لمكانة الامارات وحجم التقدير الدولي لنموذجها التنموي والمعيشي.
قيادة تسهر على راحة شعبها، وتعتبر كل أبنائه "عظم رقبة" لها كما رسخ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة هذا المفهوم التاريخي في أذهان جميع أبناء شعبه، منذ أن اعتبر أسر شهداء الوطن الأبرار وذويهم وأبنائهم "عظم رقبة" لقيادة تضع نفسها دائما في صدارة التضحيات، عندما تدفع بأبنائها إلى الصفوف الأولى في مواكب الشرف والفخر والعزة والكرامة، وساحات الزود عن مصالح الوطن والدفاع عن العدل والحق والمبادئ.
الحلم الإماراتي، يزداد توهجاً وسطوعاً في ظل أحلام قيادتنا الرشيدة، التي ترسم للإمارات مستقبل لا يعرف للطموح والانجازات حدود، ولا يعرف سقفاً لمؤشرات الرفاه والسعادة والخير والعطاء.