تابعت ومعي الكثيرون في الامارات وخارجها، لقاء تم عبر الفيديو بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإحدى الممرضات الأجنبيات، اللاتي يتصدين لخطر فيروس "كورونا" في مستشفيات دولة الامارات.
ويدرك الجميع أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تنطلق من موروث عميق على صعيد القيم الإنسانية والحضارية، وهي القيم التي غرسها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما جعل البُعد الانساني يطغي على السياسات الداخلية والخارجية للدولة، التي أصبحت منذ سنوات طويلة مضت العاصمة الانسانية للعالم، كما نجحت في بناء نموذج عالمي مثالي يحتذى به في التعايش والتسامح وقبول الآخر.
ما تابعه الجميع خلال هذا اللقاء، هو واقع يعيشه سكان هذا البلد الطيب، مواطنون ومقيمون، فقد رسخت القيادة الرشيدة قيمة العمل ومكانته في النفوس، وتقابل بالتقدير والاحترام جهود الجميع في الإنتاج والعمل والبناء والإسهام في إعلاء شأن الامارات.
وقد تجلت في هذا اللقاء الفريد صورة القيادة في بساطتها ومدى قربها من الجميع من دون استثناء، ومدى احترامها لكل المهن والأعمال، والقائمين عليها، فالكل يسهم من خلال موقعه في تحقيق أمن الإمارات وشعبها والدفاع عنها وتحقيق أهدافها التنموية والاستراتيجية.
جاء اللقاء أيضًا بمنزلة رسالة مهمة من قائد يدرك حجم الجهود والمسؤوليات التي تتحملها شريحة من السكان في مواجهة ظروف تفشي وباء "كورونا"، وهي شريحة الممرضات اللاتي يقفن في الصف الأول في مواجهة الخطر، ويتحملن بإخلاص نلمسه جميعًا مسؤولية مواجهة الخطر ودعم ومساندة المصابين بالفيروس خلال رحلة العلاج وحتى اكتمال الشفاء بإذن الله.
يدرك القادة الذين يمتلكون وعيًا استراتيجيًا ورؤية عميقة أن تحفيز العنصر البشري لأداء مهامه بكفاءة عالية مسألة أساسية لاسيما في أوقات الأزمات الصعبة، وحيث تواجه الدول جميعها هذا الوباء الخطير، وبالتالي جاء اللقاء كطاقة دعم هائلة لتشجيع آلاف الأطباء والممرضات العاملات في مستشفيات الدولة، والحث على مواصلة أداء رسالتهم الانسانية بالكفاءة والمثابرة التي تليق بدولة الإمارات وتقديرها واحترامها للإنسان، وهذا ما قالته الممرضة الفلبينية بالفعل "عندما قدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جهودي، شعرت أنه يقدر جهود كل الممرضين الذين يزرعون الأمل".، وأضافت "لقد ألهمتني كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنا وزملائي الممرضين لنشر الأمل بين المرضى وفي المجتمع ككل، إذ شعرنا نحن الممرضين بأننا أبطال".
دور القيادة في مثل هذه الظروف بالغ الأهمية والضرورة لأنها تتحمل عبء بث رسائل الأمل وتوجيه مواطنيها وسكان دولتها إلى استشراف ما تحمله نهاية نفق الأزمات من ضوء، فضلًا عن تحفيز الطاقات والجهود، حتى لو اضطرها الأمر إلى توجيه رسائل محددة إلى شرائح محددة تتحمل العبء الأكبر من الجهد والعمل في أزمات كالتي يمر بها العالم في الآونة الراهنة.
مثل هذه المواقف الانسانية العميقة ليست مصادفة ولا تحدث بطريقة عابرة، بل يجري التخطيط لها بدقة وفق رؤية قائمة على أهداف محددة، فإظهار تقدير واحترام القادة لمن يقفون في الصفوف الأمامية في مواجهة الأزمات التي تهدد أمن الدول، الصحي أو غيره، بغض النظر عن جنسيتهم، مسألة بالغة الأهمية وتسهم بشكل مؤثر في الصهر الاجتماعي وتعميق الولاء والانتماء ليس بين المواطنين فقط بل بين السكان باختلاف جنسياتهم، وليس هناك أكثر من الامارات تقديرًا واحترامًا لكل من أسهم في التنمية والبناء وتحقيق تطلعات القيادة والشعب.
الإمارات، تؤكد دومًا أنها وطن الانسانية، وطن القيم والمبادىء واحترام الإنسان، وبمثل هذه المواقف تترسخ وترتقي مكانتها كوطن لكل الحالمين بالعيش الكريم.