مع وداع عام 2020، واستقبال عام جديد بكل ما يحمله من معان استثنائية وخصوصية كبرى لدى دولة الامارات، قيادة وشعبًا، كونه يمثل عام الاحتفاء بتحقيق أهداف رؤية الامارات 2021، وإكتمال خمسينية اتحادنا المبارك، تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تغريدة عبر "تويتر" عن معان مهمة تمثل ركائز قوية تعزز قوة النموذج التنموي الاماراتي وتمنحه القدرة على التميز والتفرد وسط محيط اقليمي هادر يشهد القليل من النجاحات والكثير من الاخفاقات والحرائق والصراعات والحروب والاضطرابات.
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في تغريدته أن "عام 2020 .. عام تحديات .. وإنجازات .. عام ظهرت فيه القيم الحقيقية لدولتنا .. عام أثبتنا فيه أننا الأقوى بتوحدنا .. بتسامحنا .. بعطائنا .. عام جمع أُسرنا .. جمع قلوبنا .. جمع كل فرق عملنا في مواجهة التحدي الكبير .. وأخذت فيه الإمارات علامة النجاح الكاملة"، واستكمل سموه هذه المعان الرائعة بقوله "2020 علمنا الكثير .. تعلمنا أن القوة في الوحدة.. أن السعادة مع الأسرة.. أن التفوق في العطاء.. أن الصحة قبل السياسة والاقتصاد.. أن الثقة بالشباب يمكن أن تصل بنا للمجرة وأن تشطر الذرة.. أن الإمارات فوق كل شي وكل أحد".
هذه التغريدة تعكس منظومة القيم والمبادىء التي تمضي عليها قيادتنا الرشيدة، وفي مقدمتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث يلاحظ تصدر قيمة الوحدة والاتحاد والتسامح والعطاء مفردات هذه المنظومة، وهو ما ينعكس في أجواء العمل العام والأداء التنموي في الدولة بشكل عام، فالامارات باتت تتحرك في إطار ما تؤمن به من قيم غرسها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ فاتحادنا هو أولى اهتماماتنا ومصدر قوتنا واعتزازنا، ونشر ثقافة التسامح ومأسستها وتحويل العطاء إلى سلوك مٌلازم لسياسات الامارات وعلاقاتها مع الشعوب والدول الأخرى، بات من الأمور والسمات المميزة للإمارات في علاقاتها الاقليمية والدولية.
هذه التغريدة المؤثرة تعكس أيضًا أحد أهم سمات دولة الامارات في القرن الحادي والعشرين، وهي سمة تخليق واكتشاف المنح من قلب المحن والفرص من وسط التحديات، فعام 2020 شهد ـ ولا يزال ـ صعوبات وأزمات ولدّتها الأزمة العالمية الكبرى الناجمة عن تفشي جائحة "كورونا" وما يرتبط بذلك من خسائر بشرية ومادية أرهقت ـ ولا تزال ـ دول العالم وشعوبه كافة، شرقًا وغربًا. وفي هذه الأجواء والظروف المعقدة والمتشابكة، تحدث سموه عن محركات النموذج الاماراتي الذي بات قدوة للكثير من دول العالم بحكم ما أبدى من فاعلية ونجاح وقدرات مميزة في إدارة أزمة "كورونا" والحد من خطرها وتأثيراتها، وفي مقدمة هذه المحركات يأتي التماسك المجتمع وولاء وانتماء أفراد المجتمع الحريصين على حمايته من خلال الحفاظ على أنفسهم وأسرهم باعتبارهم خط الدفاع الأول عن المجتمع في مواجهة التهديد الصحي الداهم.
كان رائعًا للغاية أن يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن "الصحة قبل السياسة والاقتصاد"، والرسالة هنا مهمة للغاية، كونها تأتي من قائد يترأس حكومة تحقق معدلات تطور ونمو وأداء هي الأرفع والأعلى والأكثر تنافسية وتميزًا اقليميًا وعلى المستوى العالمي، ولكنه يحرص على أن يضع صحة الانسان قبل مؤشرات الاقتصاد ونجاحات السياسة، في تجسيد واضح لفلسفة القيادة الرشيدة في دولة الامارات بأن الانسان أغلى ثرواتنا" وأن الانسان في مقدمة الأولويات، ما يجعل تقديم الاهتمام بالصحة على ماعداه مسألة بديهية تعكس قواعد نموذج تنموي متحضر يضع الاعتبارات الانسانية فوق أي اعتبارات ويقدمها على أي اهتمامات أخرى.
لدينا في دولة الامارات قيادة تؤمن بأن السعادة مع الأسرة مرتبطة بجوانب نجاح أخرى نحتاجها لمواصلة النجاح والتميز واستكمال سباق التنافسية العالمي مثل التفوق في العطاء، فالأسر السعيدة تشكل في مجملها مجتمعًا سعيدًا متماسكًا ثم شعبًا متوحدًا يعاضد بعضها بعضًا، وهكذا يمكن فهم أحد أسرار قوة النموذج الاماراتي بأبعاده المجتمعية والحضارية، التي تضع في اعتبارها أيضًا الايمان بقدرات الشباب وقدرتهم على قهر التحديات وتحقيق المستحيل.
عندما يضع القائد اسم بلاده نصب عينيه وفوق كل شىء وكل أحد كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فإننا نستطيع فهم ما وراء الروابط والوشائج القوية التي تجمع شعب الامارات بقيادته الرشيدة، فالكل يجمعه الولاء والانتماء لراية الامارات وأرضها وترابها، والكل يؤمن بوحدة الهدف والغاية، ويسلم تسليمًا حقيقيًا بأن العدل أساس الملك وأن الامارات لا يزال أمامها الكثير والكثير لتحققه في ظل هذه القناعات والأهداف والقيم الحضارية النبيلة التي تجعل منها نموذجًا متفردًا على مستوى الزمان والمكان.