في يوم الثالث من نوفمبر من كل عام، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، شعبا وقيادة، بيوم العَلَم، في احتفالية سنوية ننتظرها جميعا بلهفة وشوق بالغين، فهذه المناسبة الوطنية تهيء الأجواء لحالة من التنافس والتسابق الرائع في حب الوطن والانتماء إلى أرضه، فالعَلم هو رمز وطني يجمع شملنا وقلوبنا ويوحد إرادتنا. وساعة العلم هي جزء من احتفالنا بـ“يوم العلم”، حيث يرفع العلم الإماراتي بالتزامن في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا يوم الثالث من نوفمبر في جميع مؤسسات الدولة، في رمزية بالغة إلى وحدة الإرادة والهدف والقلوب وصلابة العزيمة الإماراتية، الساعية إلى مواصلة الجهود على درب العمل والإنتاج والتنمية المستدامة.
إنه يومك يا وطن، فحالة التسابق التلقائية الفريدة في حب الوطن في هذه المناسبة الـوطنية الغالية هي بمنـزلة استفتاء غير مسبوق على الولاء والانتماء إلى الأرض، والعَلم هـو رمـز الشموخ الوطني، وهو رمز لمسيرة تاريخية عريضة بدأت على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فالعلم بألوانه الجميلة ورمزيته التـاريخية هو تعبير عن عـلاقة دفينة بين المواطن وتراب هذا الوطن، وقد اعتدنا على أن هذا العلم يمثل قيم الوطن التراثية وهويته الإنسانية والحضارية والثقافية، لذا نحرص دائما، كمواطنين إماراتيـين، على إبقاء رايته عالية خفاقة وسط أعلام الدول كافة من شرق العالم إلى غربه.
إن تاريخ الإمارات قد سجل بأحرف من نور محطات وطنية مهمة تخص العلم الوطني، ومنها الثاني من ديسمبر عام 1971، حيث رفع علم الدولة للمرة الأولى على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في “دار الاتحاد” خلال مراسم الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وبحضور إخوانه المؤسسين، ثم تلا ذلك رفع العلم الوطني من جانب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك) على سارية قصر المنهل، وهناك أيضا مرسوم إنشاء العلم، المؤرخ بتاريخ 21 ديسمبر عام 1971، والمنشور في الجريدة الرسمية، والذي حمل نص القانون الاتحادي رقم (2) لسنة 1971، بشأن علم الاتحاد، ومقاييسه وشكله، حيث تمثل هذه التواريخ محطات نوعية في مسيرة وطننا الغالي، وتوجت جميعها بمبادرة الثالث من نوفمبر عام 2013 الذي شهد أول احتفال بيوم العلم، ذكرى تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة مقاليد السلطة في البلاد، وكان الاحتفال بناء على مبادرة من لدن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
قالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واضحة وصريحة على هامش إطلاق مبادرة الاحتفال بيوم العلم في عامها الأول عام 2013، حيث أعلن “علم دولة الإمارات ليس راية مرسومة أو قماشا ملونا أو رمزا أو علامة، بل هو قلب ينبض في صدورنا وحب محفور في أعماقنا واستعداد للتضحية في سبيله بدمائنا وعزة ورفعة وكرامة نرخص في سبيلها أرواحنا”، مؤكدا أن الاحتفال بيوم العلم هو “تعبير عن عشقنا لوطننا وامتناننا لمؤسسي دولتنا والتحامنا مع بعضنا وعهدنا ووعدنا ببذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على اتحادنا”، نعم، سيدي، إنه خير تعبير عن شق تراب هذا الوطن الغالي، ومجرد إشارة دالة على استعداد كل منا لبذل الغالي والنفيس وتلبية نداء الوطن في ساحات العمل والواجب الوطني أينما كانت.
علم الإمارات هو رمز كبرياء كل مواطن ومواطنة على أرض الإمارات، لذا يحتل هذا العلم مكانة استثنائية في قلوبنا وبيوتنا على حد السواء، حيث ينظر إليه بقدر هائل من الاحترام والتقدير، فكلنا نؤمن بأن احترامه هو جزء من حبنا واحترامنا لدولتنا وقيادتنا الرشيدة، وهو جزء من تقديرنا لما بذله الآباء المؤسسون ولما ضحى من أجله الشهداء الأبرار في معارك الشرف والفخر الوطني، وهو كذلك رمز الوحدة الجامعة لنا على قلب رجل واحد في “بيت متوحد”على أرض العزة والكبرياء العربي والشهامة العربية.
إن رفع علم الإمارات في يوم العلم في كل بقعة من بقاع هذا الوطن، إنما يمثل ظاهرة وطنية تترجم تفرد النموذج الإماراتي بنسج علاقة استثنائية قوية متينة بين الوطن والمواطنين والقيادة الرشيدة، وهذه العلاقة تتجلى في احتفاء الجميع بالعلم الوطني باعتباره رمزا للهوية والانتماء وقوة الوشائج بين أضلاع هذه العلاقة.