لم يقرأ التاريخ جيدًا من يظن أن لدول التحالف العربي دور سلبي في اليمن، ويخطئ من يظن أن قوات دول التحالف العربي يمكن أن تستهدف طفلًا يمنيًا.
التاريخ مرآة لماضي الأمم والحضارات والشعوب والدول والمجتمعات، وهذه المرآة عاكسة بكل وضوح وشفافية لما يجمعنا في دولة الامارات العربية المتحدة بالشعب اليمني الشقيق، فاليمن بالنسبة لنا ليس عمقًا استراتيجيًا نقرأ عنه في كتب العلوم والدراسات، بل هو عصب شعب الإمارات وعمقنا الثقافي واللغوي والحضاري والإنساني وليس فقط الاستراتيجي، واختلاط دماء شهداؤنا الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن المظلومين في اليمن بأشقائهم في هذا البلد الأصيل، هو خير برهان على ما يجمعنا ويوحد بيننا.
لا يمكن أن تنطلي على أحد مزاعم إيذاء قوات دول التحالف العربي لأطفال اليمن ونسائها ورجالها، فهم أهلنا وذوينا وصلات الرحم تجمع بيننا، فكيف لنا أن نقدم لهم المساعدة والدعم والعلاج بيد ونصوب القذائف نحو صدورهم باليد الأخرى؟!
حسنًا فعل اجتماع وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن بالرياض مؤخرًا، حينما أعاد التأكيد على ثوابت موقف دول التحالف، وشدد على أن تحرك دولهم سياسيًا وعسكريًا، جاء تلبية لنداء الحكومة اليمنية الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية ضد ميليشيات الانقلابيين، الذين قاموا بانقلاب عسكري لاختطاف الدولة اليمنية واحتلالهم العاصمة صنعاء، وانسجامًا مع قرار مجلس الأمن 2216.
هذه الحقيقة كادت أن تغيب عن ذهن البعض بسبب ممارسات الكذب والخداع وخلط الأوراق عبر الإعلامي الحوثي المدعوم بآلة "جزيرة"الكذب والتضليل، كما فعل المجتمعون خيرًا بتوضيح الحقائق للعالم وإدانة ما تقوم به ميليشيا الانقلابيين من قتل للشعب اليمني وتعريضه للجوع والخوف والمرض والعبث بمقدراته، وتهديدها لأمن واستقرار دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين والملاحة البحرية في باب المندب الذي يعد من أهم المعابر المائية في العالم.
كانت رسالة دول التحالف العربي واضحة للجميع، فلا أطماع لدولنا في اليمن الشقيق، ولكنها رغبة قوية في مساعدة الأشقاء ومواصلة التصدي للممارسات العدائية لميليشيا الانقلابيين.
أكد المجتمعون في الرياض أن هناك رسالة استراتيجية مهمة لدول التحالف، وأنها تخوض معركة أخلاقية نيابة عن العالم أجمع، وأنها تدافع عن شعب شقيق يتعرض لظلم وعدوان بشع من جانب ميلشيات طائفية مدعومة من إيران، التي لا تضمر للشعوب العربية سوى الحقد والغل التاريخي، كما تخوض قوات هذه الدول معركة العالم ضد الإرهاب وتنظيماته، التي تستبيح اليمن وأرضه منذ فترة حكم المخلوع علي عبد الله صالح، وتعاونت مع جماعة الحوثي في علاقة مصالحية إجرامية آثمة لاختطاف الدولة اليمنية والاضرار بشعبها العريق.
إن معارك قوات التحالف في اليمن هي معركة العالم، ومعركة الشرعية والحق والعدل ضد قوى الظلم والبغي والعدوان، وهي معركة الدفاع عن المبادئ الإنسانية التي آمن بها العالم وجسدها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.
والغريب أن بعد ذلك كله تعمد الأمم المتحدة إلى إصدار تقرير يخلط الأوراق ويساوي بين الجميع ويأخذ بالبدائل الأسهل ويكتفي بمنهج إدارة الأزمات لا البحث عن حلول جدية لها، ويقوم بتوزيع الاتهامات لا تحديد المسؤوليات، ويستعين بآليات معطوبة ومعلومات زائفة ومصادر مخاتلة تقدم معلومات كاذبة.
لم يصدر التقرير الأممي إدانة بحث إيران التي يعرف القاضي والداني انها تقف وراء كل ما يحيق بالشعب اليمني من خراب ودمار، وأنها من أشعل فتيل الفتنة والوقيعة ويغذي نيرانها عبر دعم ميليشيا الانقلابيين ومدهم بالأسلحة والذخائر والصواريخ الباليستية والألغام في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن 2216.
إن استهداف الانقلابيين لأراضي السعودية والتهديد باستهداف دولة الامارات بالصواريخ هو خير دليل وبرهان على خطر هذه التنظيمات والميلشيات التي تعمل خارج الشرعية الدولية، وترتكب جرائم ضد الإنسانية أبرزها استخدام الأطفال في النزاع المسلح وتدريبهم وضمهم إلى صفوفها وفرض حصار على المدن ونهب للمساعدات الإنسانية، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والمجاعة في صفوف المدنيين.
استخدام الأطفال ليس اتهامًا جزافيًا لجماعة الحوثي التي طالب من يدعي حمل حقيبة وزارية في هذه الجماعة المتمردة بإلغاء الدراسة لتلاميذ المدارس والدفع بهم إلى ساحات القتال بهدف حسم الصراع على حد اعتقاده الإجرامي!!
اليمن هو جزء لا يتجزأ من تاريخ وحضارة دول مجلس التعاون، وهو جزء من نسيجنا الاجتماعي والشعبي، ولا يمكن لعاقل يعرف تاريخ المنطقة وعلاقات شعوبها وما يربط بينها من وشائج أن يصدق أو تنطلي عليها مزاعم وأكاذيب الآلة الإعلامية الحوثية والإيرانية، المدعومة من إيران وصالح وآخرين الكل يعملهم، والتي تستهدف الإساءة إلى مقاصد دول التحالف النبيلة.