يدرك شعب دولة الإمارات العربية المتحدة جيداً قدر ومكانة موروث القيم والمبادئ التي غرسها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث نشأ أبناء الإمارات وتربوا على هذه القيم والمبادئ، وترسخت لديهم بشكل عميق، وتوارثتها الأجيال واحداً تلو الآخر، وباتت جزءاً لا يتجزأ من القوة الناعمة لدولة الإمارات وشعبها.
وفي هذا الإطار تأتي الرسالة الإنسانية الرائعة التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تضمنت رسائل عدة وليست رسالة واحدة، أولها أن هذه الرسالة تمثل ترجمة وتجلياً واضحاً للاحترام والتقدير المتبادل بين قادة دولة الإمارات، وعمق الإحساس بقيم إنسانية نبيلة مثل الوفاء. وفي ذلك يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في رسالته إن «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعطى حياته من أجل الوطن، ووفر العيش الكريم لأبناء دولتنا، ورسخ لنا مكاناً ومكانة بين الأمم، ويعمل لتأمين مستقبل بلدنا لعشرات السنين».
ليس غريباً أن يصف سموه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأنه «أخي وصديقي ورفيق دربي وطريقي»، وقد أوردت الكثير في المقام في كتابي المعنون «فخر العروبة: صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .. القائد والإنسان»، حيث تطرقت إلى العلاقة الإنسانية والأخوية الفريدة التي تربط القائدين معاً، بكل ما يعنيه ذلك من حب واحترام وتقدير يصب في مجمله في مصلحة شعب ودولة الامارات العربية المتحدة.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحت عنوان «شكراً محمد بن زايد» وفي رسالته التاريخية «إنني لا أشكره باسمي، ولكن باسم شعبي، ولا أشكره لشيء شخصي، بل لوطن يصنعه لأجيال بلدي، شكراً محمد بن زايد لأنك امتداد زايد فينا، وظله الباقي بيننا. شكراً محمد بن زايد لأنك حامي حمى الوطن، وباني حصنه وقائد عسكره، وأسد عرينه، شكراً محمد بن زايد لأنك احتضنت الشباب، وعلمت الأجيال خدمة الوطن، وزرعت البطولة والرجولة والجندية فيهم»..
شكراً التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تعبر عن نبض كل مواطن ومواطنة على أرض الإمارات، كما تنطق بصدق وترسم بالكلمات المخلصة الصادقة ما يجول بخاطر الجميع وما يسكن صدورهم، وما يودون قوله كل يوم إلى قيادة لم تبخل على الجميع بأي شيء ولا جهد ولا وقت ولا مال ولا دعم ولا تشجيع.
«قليلون من يعرفون أنه يعمل 18 ساعة في اليوم من أجل الإمارات، قليلون من يعرفون أن مدة إجازته في العام لا تتعدى الأسبوع. قليلون من يعرفون أن عشرات الملايين من الأطفال حول العالم يستفيدون من خيره وعطائه الذي يقدمه بهدوء ودون أي ضجيج».. هذا الكلام ربما يكون جديداً علينا جميعاً، وبرغم حبنا وولائنا العميق لقيادتنا الرشيدة، فإننا بالفعل لم نكن ندرك أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعمل كل هذه الساعات، ويبذل كل هذا الجهد من أجلنا، فشكراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تنوير بصيرتنا ومنحنا هذه المعلومة الجميلة التي تزيد الحب والارتباط بقيادتنا الرشيدة.
إنها «رسالة شكر لا توفيك حقك يا بو خالد»، فعلاً .. لا يمكن لأي رسائل شكر أن تفي قائداً بهذه الهمة والإنجازات حقه أو تعبر عن كم الحب الذي يكنه شعبه له. وإننا في رسالة الشكر التاريخية هذه نقف إجلالاً واحتراماً أمام قائدين يجسدان روح الوحدة والتكامل في دولتنا الحبيبة، كما قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، فشكراً لقادة عظام صنعوا المعجزات وسابقوا بنا الزمن.