تكهنات وتحليلات وتوقعات كثيرة أحاطت بالعلاقات الإماراتية - السعودية في الآونة الأخيرة، حيث وقع الكثيرون في فخ ما يعرف بالتحليل بالتمني الذي تروج له بعض وسائل الإعلام المعادية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والكارهون، وهم معروفون للقاصي والداني، للشراكة الاستراتيجية المتنامية بين المملكة الشقيقة ودولة الامارات، ولكن من يدرك جيداً أسس وركائز العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين الشقيقين يعرف أيضاً أن هذه الأوهام التي تسكن خيالات مروجيها لا صلة لها بالواقع ولا فرص لها في الحقيقة.
وقد أثبتت الزيارة التاريخية المهمة التي قام بها مؤخراً صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية إلى دولة الامارات، وما تخلل تلك الزيارة من محادثات واحتفاء أخوي رائع، أثبتت أن الشراكة الاستراتيجية التي أسست لها قيادتا البلدين غير قابلة للفصام، بل تنمو وتزدهر وتقوي بمرور الوقت، بحكم قيامها وارتكازها على عوامل وأسس تحقق مصالح استراتيجية طويلة الأمد للبلدين والشعبين، وليست عوامل وحسابات مصالح وقتية.
ولا شك أن مجمل الأسس الحالية والمتوقعة لهذه الشراكة تجسد بالفعل نموذجاً فريداً في التكامل، يعود بالنفع ليس على البلدين والشعبين الشقيقين فقط، بل يمكن أن يمثل قاطرة قوية للتعاون الخليجي - الخليجي، ويقدم نموذجاً ملهماً للعمل العربي المشترك القائم على التخطيط الجيد والمصالح المشترك.
وفي ضوء ما سبق، ومن خلال تتبع المسار التاريخي للعلاقات السعودية - الإماراتية - يمكن بالفعل التأكيد على أنها تعيش أزهي عصورها، وذلك بفعل ما وصفه سموه ولي عهد أبوظبي بالتحول التاريخي الذي تم إحداثه في العلاقات خلال السنوات الماضية، فمجلس التنسيق المشترك يقوم بدور حيوي في تطوير هذه الشراكة، ويعتبر «منصة نموذجية لتحقيق رؤى القيادتين نحو تعميق التعاون وتعزيز التكامل بين البلدين في مختلف المجالات» كما وصفه سمو ولي العهد السعودي.