هل يعقل أن يدفع ملايين العرب ثمن أحلام المرشد الايراني الأعلي علي خامنئي وتابعه حسن نصر الله زعيم "حزب الله" اللبناني؟ هذا هو واقع حال اللاجئين والمشردين والنازحين في سوريا والعراق ولبنان الآن !! يتاجر حزب الله بالقضية الفلسطينية ويتربح من ورائها منذ تأسيسه، وهذه هي إحدى الاستنتاجات التي يمكن أن يخرج بها الباحث في تاريخ هذا الحزب المشؤوم منذ تأسيسه، بل إن ادعاءاته الكاذبة بشأن الدفاع عن لبنان وسيادته لم تفلح سوى في تحويل لبنان إلى دولة سابقة، ومنطقة نفوذ حالية لإيران!
لماذا يغضب البعض من تصنيف مجلس التعاون لحزب الله كتنظيم ارهابي، هل لأن الحزب يمارس السياسة في لبنان؟ هذه ليست برهان ينفي صفة الارهاب عن الحزب وزعيمه، فكثير من تنظيمات الارهاب عبر التاريخ مارست السياسة، بل كان من بينها من اعتلى منصة الحكم عبر بوابات الفاشية والنازية والاسلاموية وغير ذلك!. يقول بعض الاعلاميون الأشاوس في الصحف الموالية لحزب الله، وهم بالمناسبة إما تابعون لأيديولوجية الحزب أو خزائنه إيرانية المنشأ، أن الأنظمة الخليجية تابعة لإسرائيل وتنفذ سياساتها، حسنا أيها السادة ... ولمن تبعيتكم أنتم؟ وهل معنى أن يتصادف توصيف الحزب كمنظمة ارهابية من جانب مجلس التعاون واسرائيل وجود تنسيق وتخطيط مسبق؟ أتصدقون هذه الادعاءات الساذجة؟ أشك أنكم تصدقونها فأنتم على درجة من الخبث والمكر الذي يحول دون ابتلاعكم مثل هذه الادعاءات الواهية، ولكنكم تتاجرون بالمواقف وترفعون شعار قضية كنتم أول من ولى وجهه بعيداً عنها وانصرف إلى قتال السوريين وتشريدهم ودفعهم دفعاً إلى ملاجىء شتى شرق العالم وغربه!! يجادل البعض في عالمنا العربي قائلا ان "حزب الله" له سجل تاريخي في "المقاومة" وأنه هزم اسرائيل وأنه وأنه ...ألخ !! وهذا كام فيه أخذ ورد، ولكن ليس هذا مجال نقاشنا الآن، ولنفترض أن بعض أو كل ما يقال في هذا الصدد صحيح، وهو غير صحيح في المطلق، ولكن من قال لكم أيها السادة أن دول مجلس التعاون قد صنفت "حزب الله" ضمن جماعات الارهاب على خلفية صراعه مع إسرائيل؟ وهل معنى أن يكون لك موقف ايجابي في مرحلة ما أن يتم غض النظر عن أفعالك في ما بعد حتى لو تورطت في جرائم بشعة؟ وهل يصح الصمت على ما يفعله "حزب الله" اللبناني بحق السنة في لبنان وسوريا دفاعاً عن بشار الأسد ونظامه؟ وهل من الشرف والنخوة والكرامة العربية أن تطلق يد الحزب في تشريد ملايين السوريين وسفك دمائهم؟! ولو أخذنا بحسابات مرتبكة كهذه، فإن زعماء "القاعدة" من أمثال الظواهري ومن قبله ابن لادن ليسوا بمجرمين ولا ارهابيين لأنهم شاركوا من قبل في مقاومة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان!! ألم يقف هؤلاء المتاجرون بالقضية الفلسطينية بالمرصاد للرئيس المصري الراحل أنور السادات حين قام بزيارته التاريخية إلى القدس ساعياً إلى إحلال السلام ولم يغفر له عندهم أنه صاحب الانتصار العربي التاريخي في السادس من أكتوبر عام 1973؟ الجدل حول "حزب الله" اللبناني كشف أن هناك من يمارس الارهاب الفكري والاعلامي أيضا مدعياً أن وصم الحزب بالارهاب يمثل هدية مجانية لإسرائيل، وأن قراري مجلس التعاون ومجلس وزراء الداخلية العرب بشأن الحزب يمثل نهاية للعمل العربي المشترك وبداية للعمل العربي الاسرائيلي المشترك(!) لا أدرى شخصياً ما دخل إسرائيل في معادلة كهذه؟ إنه أمر مثير للضحك والسخرية في آن معا، هل يصدق أصحاب "خندق المقاومة" أن هناك "مقاومة" لا تزال تعمل ضد إسرائيل؟ وهل عميت عيون هؤلاء عن رؤية فوهات بنادق أشاوس "المقاومة" من ارهابيي "حزب الله" موجهة إلى صدور أطفال سوريا البؤساء؟ لاشك أيضاً أن كثرة ترديد مثل هذه الادعاءات والمزاعم تدعو للتساؤل: إلى متى تعيث الاقلام التابعة لإيران في الاعلام العربي فساداً؟ وإلى متى يعتقد البعض أن خامنئي يدافع عن بيت المقدس والأراضي الفلسطينية وهو الذي يمول خطط تشريد ملايين المسلمين السنة في العراق وسوريا واليمن ويسعى في خراب مملكة البحرين وغيرها من دول المنطقة؟ وإلى متى يواصل هؤلاء البلهاء خداع بسطاء العرب بأن الارهابي حسن نصر الله بطل مقاوم ضد إسرائيل؟ أيغيب عن بصر هؤلاء أن اسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية ولا وجود لها في مدن سوريا وقراها التي تتمركز فيها عناصر "حزب الله" الارهابي؟ اعدلوا أيها الناس إن كانت فيكم بقية من عقل، واصغوا إلى صوت الضمير إن كان فيكم بقية من ضمير، فالوجدان الشعبي العربي الذي تزعمون أنه يحتفظ لحزب الله بسجل بطولي هو ذاته الذي يسجل أيضاً آلاف الجرائم التي يرتكبها الحزب يومياً على مرأى ومسمع العالم أجمع بحق أخواننا في سوريا ولبنان!!