دأبت وسائل الاعلام القطرية على محاولة استفزاز مشاعر الشعب الإماراتي بتوجيه إساءات سخيفة لمن يعتبره الاماراتيون جميعاً فخراً لهم عبر مقالات وبرامج تلفزيونية بائرة بات من يعدها أكثر ممن يشاهدونها!
محاولة الإساءة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زيد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، لن تفلح لسبب بسيط هو أن المواقف واضحة، والقاصي والداني يعرف سموه وأياديه البيضاء ودفاعه المستميت عن مكتسبات ومصالح الشعوب العربية كافة، وهي المواقف التي تعبر عن أصالة وقيم الامارات التي غرسها فينا جميعاً القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فلو كان زايد بيننا اليوم لتبني المواقف ذاتها، وانحاز لكل شعب عربي يعاني الظلم ويتعرض لظروف التشرد والاضطراب الأمني والعنف وسفك الدماء على يد تنظيمات الإرهاب.
نسي أمير قطر موقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي ذكركم به د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، حين نصح سموه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بإخلاص ألا يخسر السعودية، وذلك خلال اجتماع قاده الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، عام 2014، فكان مجسداً ومعبراً عن شهامة الرجال وأصالة معادنهم وإخلاص الأخوة، ولكن قطر وقيادتها لا تعي ولا تستوعب قيم مدرسة زايد الخير، ولا تدرك معادن الرجال ومواقفهم الأصيلة.
لو تصورنا للحظة واحدة، لا قدر الله، غياب المواقف العربية القومية الأصيلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لكنا قد نعينا ملايين العرب بسبب صراعات أهلية دموية كانت ستنشب في دول عربية عدة طمع فيها الطامعون من ميلشيات طائفية وجماعات إرهابية، ولكن سموه ساند الوطنيين في تلك الدول من جيوش ورجال فنجحوا في انقاذ بلادهم وشعوبهم من كوارث مدمرة.
تحولت قطر إلى ذئب جائع يعوي لا يعرف سوى أخلاق الغابة بعد أن ضاعت أحلامها الكاذبة، التي أقنعها أصحاب الأجندات والمصالح بإمكانية تحقيقها، فباتت مثل الذئب المسعور لا يسلم من أذاها أحد حتى من وقف بجانبها ودعم قيادتها في يوم ليس ببعيد!!
غابت الأخلاق والقيم وطباع الرجال وشيمهم عن تصرفات وتوجيهات القيادة القطرية، فطلبت من عملائها الإساءة إلى رمز تشعر تجاهه بالحقد والغيرة الدفينة، فانحدر الخطاب الإعلامي القطري في ذلك إلى قاع مستنقع تأبى الانفس أن تنظر إليه، وكل ذلك لأن فخر الامارات والعروبة هو النقيض مما تحمله القيادة القطرية من خبث ومخزون تآمري وغل وأحقاد ضد الشعوب الخليجية والعربية، فهو الرجل الذي آل على نفسه اقتسام "لقمة الخبز" مع شعب مصر الأصيل، وهو الرجل الذي أغاث الملهوفين في اليمن، ولبى نداء المحتاجين في شتى بقاع الأرض، فهو يمتلك من المبادئ والقيم النبيلة ما يثير حفيظة القيادة القطرية ويذكرها بما تمثله من غباء وانعدام نخوة وغياب للعقل والأخلاق والقيم.
لا اكتب هذا المقال رداً على إساءات قطر وإعلامها بحق شيخنا ومصدر فخرنا جميعاً، وذكر مآثر شيخنا، فلن أفلح في الوفاء بحقه في مقال على مساحة صغيرة، وقد أخفقت من قبل في حصر مآثره في كتاب كامل صدر لي مؤخراً بعنوان "فخر العروبة: صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .. القائد والانسان" وهو كتاب انتهيت من إعداده أواخر العام الماضي، أي قبل أزمة قطر ومواقفها الخبيثة التي افتضحت في نهاية مايو الماضي، وبالتالي فأنا لا اكتب هنا للرد على الاساءات وتوضيح حقيقة معادن الرجال، فهي ناصعة جلية للجميع بل تصيب الناظرين بضوئها وإبهارها، ولكني أردت أن أبلغ القيادة القطرية رسالة بسيطة من مواطن إماراتي مخلص مفادها أن محمد بن زايد سيظل مبعث فخرنا، ومصدر غيرتكم وحقدكم ما حييتم لأنكم لن تتطهرون ما حييتم من الخبائث لترتقوا إلى قيم الرجال وأصالة الأشراف، فأنتم تدركون جيداً من هو محمد بن زايد وأين نشأ وعلى يد من تربى وتعلم وتشبع قيمه وأخلاقه، ما لكم كيف تتناسون؟!
وإذا كان الشيء بالنقيض يعرف فنحن جميعاً نعرف أين تربي أمير قطر الحالي وعلى يد من نشأ وتعلم، وشتان بين هذا وذاك، وهذه البيئة وتلك، بون شاسع بين أن تنشأ على قيم زايد الخير، وأن تفتح عينيك على مؤامرات انقلابية وأن تجالس رموز الأصالة، أو أن تجالس السفهاء وتتعلم على يد أمراء العنف والإرهاب وسفك الدماء.
تزعم قناة الأكاذيب المسماة بالجزيرة أن "الإمارات سجن كبير" نعم هي سجن كبير لأفكاركم وأحلامكم التي أرادت تخريب مشروعنا التنموي الطموح، وهي سجن كبير لكل صاحب فكر مدمر وكل إرهابي منافق، وكل جبان خائن لشعبه ووطنه، ولكن لمواطنيها وسكانها والعالم أجمع هي حلم وجنة يداعب العيش فيها أحلام ملايين الشباب من مشارق الأرض ومغاربها، هذا هو نتاج عمل وجهد قيادتنا الرشيدة ومتابعة وجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائدنا الذي نفديه بالغالي والنفيس. وإذا كان "تميم المجد" يدفعكم دفعاً لرفع صوره وتعليقها على مباني وشوارع الدوحة، فسليل زايد الخير هو لنا جميعاً الأخ الأكبر، الذي يعتبرنا جميعاً "عظم رقبة" له، يفدينا بالرقاب ونفديه بكل قطرة من دمائنا، ولو أفسحنا المجال للصور، لغطت صور شيخنا كل شبر على أرض الامارات، ولكن حب ابن زايد يسكن القلوب وسيظل هذا الولاء والانتماء له سماً زعافاً يميتكم في صمت، فموتوا بغيظكم وقهركم!