لا شك أن قرار جماعة الحوثي بالتصعيد ضد دولة الإمارات في الآونة الأخيرة هو خطأ فادح في الحسابات لن يمر مرور الكرام كما يعتقد عبد الملك الحوثي ورفاقه، فالهجوم الحوثي الآثم على منشآت مدنية واقتصادية حيوية يمثل جريمة متكاملة الأركان يعاقب عليها القانون الدولي، ولن تدع دولة الامارات أيضاً المجرم يفلت بجريمته وسيدفع الثمن غالياً، والأيام بيننا.
لن تصمت الإمارات والعالم بعد الآن في مواجهة الانتهاكات المستمرة للحوثي، الذي تحول إلى بلطجي دولي يهدد الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي، ولن تقف الإمارات، التي تقف بصلابة ضد الارهاب بكل أشكاله وأنواعه، مكتوفة الأيدي ضد ميلشيا إجرامية تسعى لنشر الفوضى والارهاب في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
جريمة الاعتداء الآثم على منشآت مدنية واقتصادية في دولة الإمارات، قوبلت بإدانة ورفض دولي واسع النطاق، حيث انتفض العالم أجمع استنكاراً ورفضاً لتمادي الحوثي في جرائمه، ودعماً لدولة الامارات التي تحرص على تشجيع كل الجهود الدولية الرامية للبحث عن تسوية سياسية في اليمن، فضلاً عن الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة منذ سنوات لمساعدة الشعب اليمني الشقيق في المحنة التي يواجهها جراء استمرار جرائم ميلشيا الحوثي.
المؤكد أنه لا يمكن الصمت على استمرار هذه الجرائم الخطيرة التي انتقلت إلى مرحلة تهديد الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، حتى يدرك الحوثي أن الجرائم التي يرتكبها لن تفلح في تحقيق أهدافها التي تعبر عن قصر نظر كبير وغباء منقطع النظير،؛ فهذه الجريمة التي تأتي بعد فترة وجيزة من ارتكاب هذه الميلشيات الارهابية عملية قرصنة بحرية على سفينة ترفع علم الامارات قرب ميناء الحديدة في بالبحر الأحمر، تؤكد تصاعد خطر الحوثي بشكل ينذر بالخطر، وتعبر في الوقت ذاته عن ميله لخيارات انتحارية جراء الخسائر والضغوط التي تواجهها ميلشياته في اليمن، وبالتالي فإن الصمت على هذه الوتيرة من الجرائم المتوالية يغري هذه الميلشيات الارهابية بارتكاب المزيد، حيث انتقل من استهداف المدنيين بالمملكة العربية السعودية وتهديد الأمن البحري بشكل مباشر إلى استهداف المنشآت المدنية في دولة الإمارات وسينتقل حتماً لدول أخرى بغرض زيادة الضغوط على المجتمع الدولي، ما يعني أن الخطر الإرهابي يتسع ويزداد وأن الميليشيا الحوثية وغيرها من الميليشيات الإرهابية في منطقتنا باتت على حافة دفع المنطقة بأكملها إلى كارثة حقيقية.
الحوثي الذي يحاول أن يستعرض قدراته الإرهابية أمام الكاميرات ساعياً إلى لفت نظر العالم إلى قدرته على نشر الفوضى وتهديد الأمن، ساعياً إلى الضغط على الإمارات والعالم لتغيير مواقفهم في الأزمة اليمنية من أجل تنفيذ مخططه الارهابي في هذا البلد العربي العريق، لن ينال ما يريد ولن يحصد سوى الندم والخيبة على اقدامه على ارتكاب جريمة تهديد أمن دولة الإمارات.
الإمارات لا تعمل بمفردها وتحرص دوماً على تنسيق خطواتها مع الحلفاء والأشقاء الخليجيين والعرب والدول الحليفة في العالم أجمع، ولن تسمح لمليشيا الحوثي مطلقاً بتنفيذ مخططه الاجرامي الخطير، لأن الصمت على هذه الجريمة الآثمة وغيرها يمثل تنازلاً غير مسبوق عن حق الشعوب في حياة آمنة.
الحوثي لم ولن يكون ـ كما يتصور ـ رقماً صعباً في معادلة الأمن والاستقرار الاقليمي، ولن يستطيع أن يحقق أوهامه بشأن إعادة ترتيب الأوراق وهندسة توازنات القوى سواء في الأزمة اليمنية أو على الصعيد الاقليمي، ولن يُترك كي يتمادى في جرائمه ويتحول إلى بطل للميلشيات التي ابتليت بها منطقتنا، وأصبحت مثل الداء العضال الذي يجب استئصاله بأسرع وقت ممكن، وأياً كانت التكلفة والأثمان التي قد تُدفع من أجل القضاء على الفوضى الناجمة عن تفشي وباء الميلشيات في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
نعلم تماماً أن الحوثي يحاول أن يخلط الأوراق ويسعى للاستفادة من الارتباك الحاصل في العلاقات الدولية في المرحلة الراهنة، لاسيما فيما يتعلق بانشغال الولايات المتحدة والدول الأوروبية بقضايا وملفات بعيدة عن منطقة الشرق الأوسط مثل موضوعي أوكرانيا وتايوان وغيرهما، ولكن يجب عليه أن يعلم أنه نجح بغبائه في استهداف دولة الإمارات، في بناء حالة اصطفاف دولي غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، للتصدي لجرائمه واعتداءاته الاجرامية الآثمة على المنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية بشكل متكرر ثم التصعيد الأخير ضد دولة الإمارات.