>على هامش الاعتداء الاجرامي الآثم الذي نفذته ميليشيا الحوثي اليمنية ضد منشآت مدنية في أبوظبي، برزت بعض التحليلات والتوقعات في وسائل الاعلام بعضها تحذيرات مباشرة وردت في وسائل إعلام داعمة لهذه الميليشيا الارهابية بشأن استهداف حوثي محتمل لإسرائيل اختلفت الأسانيد والمبررات التي طُرحت في هذا السياق لكنها اجتمعت على أن الاحتمال وارد ولو بدرجة ضعيفة، ما يستوجب مناقشة هذا السيناريو الكارثي حتى وإن كان ضعيف الاحتمال. في البداية يجب التأكيد على أن الإجرام الإرهابي مدان ومرفوض ويستحق وقفة صارمة وحازمة من المجتمع الدولي بكافة أطيافه لاشك أن مناقشة فرضية استهداف إسرائيل من جانب ميلشيا الحوثي لا يمثل إغراقاً في الخيال التحليلي بالنظر إلى اعتبارات عدة أولها التحالف الأيديولوجي المسمى بـ "محور المقاومة" الذي يجمع الميليشيات المتفرقة في منطقة الشرق الأوسط، ومنها "حزب الله" اللبناني" وجماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية الاعتبار الثاني أن يتجه الحوثي إلى توسيع دائرة الصراع اليمني في حال التأكد من هزيمته عسكرياً في المعارك الدائرة بالداخل، وبالتالي قد يلجأ إلى خيارات غير محسوبة ويقامر بتوجيه هجمات دعائية طائشة باتجاه إسرائيل أو الإمارات مجدداً من أجل إجبار القوى الدولية على التدخل لوقف الحرب في اليمن الاعتبار الثالث أن مناقشة إحتمالية تحقق سيناريو الاستهداف الحوثي لإسرائيل يجب أن يأخذ الموقف الايراني بالاعتبار، فحتى لو افترضنا فقدان السيطرة الإيرانية على بعض قرارات الحوثي، وأن الحوثي يمكن أن يأخذ بعض القرارات الانفرادية فإن إستهداف إسرائيل له حسابات أكثر خصوصية ووضعية أكثر استثنائية في ضوء ماسبق، يثور تساؤل بديهي: بخلاف إحتمالية نشوب صراع إسرائيلي إيراني مباشر أو تطور الصراع اليمني بشكل ينذر بهزيمة هذه الميليشيا نهائياً، ماهي الظروف الأخرى التي يمكن للحوثي فيها اتخاذ قرار باستهداف إسرائيل عسكرياً ؟ الجواب على هذا السؤال ليس صعباً كما يعتقد البعض، فهذه الأذرع الميليشيوية يمكن توظيفها في حالات أخرى مثل فشل مفاوضات الإتفاق النووي ونشوء حالة صراع استنزافي محدود يعتمد على خيارات مقيدة مثل الهجمات السيبرانية والحروب بالوكالة والضربات الاستخباراتية، الخلاصة، أنه لا تجب المبالغة في القدرات العملياتية لميلشيات الحوثي عند دراسة خطرها المحتمل على إسرائيل، حيث تبقى الهجمات التي تنفذها هذه الميليشيا في إطار الدعاية والتأثير النفسي،