لم يعد هناك أدنى شك في أن جميع المحيطين بالرئيس ترامب باتوا من "الصقور"، الأكثر ميلاً للحروب واستخدام القوة في تحقيق أهداف الولايات المتحدة، وهم أيضاً من كارهي نظام الملالي الإيراني
أحدث حلقات هذا الإعداد لحشد الصقور، تعيين جون بولتون، خلفاً لهربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي.
بولتون من مؤيدي استخدام القوة العسكرية الكاسحة ضد الأعداء، وفي مقدمتهم كوريا الشمالية وإيران، وانضم إلى فريق مؤيدي الحرب في إدارة ترامب إلى جانب وزير الخارجية مايك بومبيو.
لا يحتاج بولتون للكثير من الجهد من أجل اقناع ترامب بالتخلي عن الاتفاق والانسحاب منه، فالشواهد تؤكد أن الرئيس حزم أمره بالفعل ووعد باتخاذ قرار مهم بشأن الاتفاق خلال شهر مايو المقبل
لم يكن غريباً أن يطلق الخبراء على إدارة ترامب في تشكيلها الراهن لقب "حكومة حرب"، فهي تضم في معظمها جنرالات متشددين، ولكن هل معنى ذلك أن الحرب ضد نظام ولاية الفقيه ستعلن غداً كما يعتقد البعض؟
شخصياً أرى أن إدارة ترامب ستركز في المرحلة الراهنة على التخطيط لقمة ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي وبناء على نتائجها وماستحققه، سيكون لكل حدث حديث.
الولايات المتحدة تريد أن تتخلص من هذه التحديات "الصغيرة" للتفرغ للتحديات الاستراتيجية الأخطر على هيمنتها على النظام العالمي، ولاسيما تلك الآتية من الصين وروسيا.
المؤكد أن مايو المقبل سيحمل أنباء غير سارة لنظام الملالي، وأن مايخشونه سيصبح حقيقة واقعة، وأن "أسوأ صفقة في التاريخ" كما يراها الرئيس ترامب ستتحول إلى ماض، وعليهم البحث عن طريقة آمنة للخروج المأزق الذي وضع النظام الإيراني نفسه فيه.
الحروب والصراعات هي البيئة المثالية التي يفضلها هذا النظام الايراني المخرب، ولذا من الصعب الاعتقاد بأن الملالي سيقدمون على إجراءات او خطوات لاحتواء أي توجه أمريكي أو إسرائيلي قد يستهدف التصعيد العسكري ضد إيران.
الرئيس ترامب لا يريد خوض حروب جديدة ، فهو رجل أعمال يجيد البحث عن الصفقات و يدرك أيضاً أن الحروب والأزمات قد تهدر كل ما نجح في تحقيقه للاقتصاد الأمريكي خلال فترة رئاسته
فهل يستغل الملالي هذه السمات في شخصية ترامب للإفلات بجرائمهم؟ أم سيتخلى الرئيس الأمريكي عن طبيعته هذه المرة ويأمر بتوجيه ضربة لإيران خشية أن تكون سبباً في تقويض أحلامه في الفوز بفترة رئاسية ثانية؟