منذ الاعلان رسمياً عن فوز ابراهيم رئيسي بالانتخابات ، والدوائر السياسية الاقليمية والدولية تتحدث عن تغييرات نوعية كبرى في السياسة الخارجية الايرانية.
ليس للشخص الذي يتولى منصب الرجل الثاني في إيران دخل في ذلك، بل الحاصل أنه يُختار بناء على متطلبات المرحلة،
الرئيس المنتخب لا يضفي سوى القليل من بصماته الشخصية على المنصب الرئاسي،
يصبح السؤال الأكثر الحاحاً هو: ماالفارق بين روحاني ورئيسي؟
الجواب هنا أن هناك فوارق في شخصية الرجلين وهذا أمر طبيعي، ولكن هذه الفوارق ليست على مستوى التفكير الاستراتيجي بل على مستوى التكتيكات المتبعة لتنفيذ مصلحة النظام،
الفارق بين روحاني ورئيسي كما كان بين خاتمي ونجاد، فعادة ما يأتي نظام الملالي برئيس يوصف بالمتشدد ليخلف رئيس كان يوصف بالاصلاح والاعتدال،
المحصلة أن التغيير في السياسة الايرانية هو تغيير مخطط له من قبل المرشد الأعلى خامنئي الذي ارتأى فيما يبدو تغيير خطط التعاطي مع الولايات المتحدة،
رئيسي جاء لتنفيذ رؤية مرسومة وعلى الغرب أن يتعامل مع النظام في مجمله
فبوصلة التشدد والاعتدال بيد المرشد ولا أحد سواه، وعلى الجميع تذكر تجربة الرئيس الأسبق أحمد نجاد الذي تبنى خطاباً من ضمن الأعنف والأكثر تطرفاً في تاريخ النظام الايراني ولكنه في الأخير لم يخرج عن الخط الذي رسمه له المرشد الأعلى.