لماذا تشتعل حرب أوكرانيا في هذا التوقيت؟
سؤال ربما تجد له أكثر من إجابة بحسب نظرة كل طرف لهذا التطور العالمي الخطير، وهي في مجملها إجابات وردود تلامس الحقيقة من قريب أو من بعيد
-----
هذه الحرب تؤسس لنظام عالمي جديد وتعجّل بتشكيل أسس هذا النظام، بل وتقلب الطاولة على التنظيرات التي حصرت التنافس القطبي بين الولايات المتحدة والصين
--------
الرئيس بوتين الذي تقول تقارير إعلامية روسية وغربية عدة أنه أبلغ نظيره الأمريكي جورج دبليو بوش في عام 2008 أن "أوكرانيا ليست دولة"، لا يبالي بردود الفعل الغربية ويعتبر أنه يخوض "حرب تحرير" في أوكرانيا وانه مايفعله ليس سوى استعادة للمسار الطبيعي للأمور بعد استفاقة #روسيا وخروجها من حالة الضعف التي انتابتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
-----
مايحدث في #أوكرانيا هو بشكل عام "من بين أحلك ساعات أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية" كما قال جوزيب بوريل منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي،
------
بدا الأمر وكأنه مفاجأة حقيقية للغرب رغم أنهم أنفسهم كانوا يتحدثون ويحذرون من خطر غزو روسي لأوكرانيا، ولكن بالمقابل بدا أن هناك ميل لاستبعاد هذا السيناريو،
-----
الدعاية والمناورات السياسية الروسية قد لعبت دوراً كبيراً في اثارة الشك لدى قطاعات غربية واسعة في امكانية تحقق سيناريو الغزو، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالتشكيك في أساليب الولايات المتحدة والسعي لتذكير العالم بواقعة تمهيد وزير الخارجية الأسبق كولن باول في الأمم المتحدة لغزو العراق في عام 2003
-----
حيث قدم باول وقتذاك "أدلة" على خداع المفتشين الدوليين واخفاء أسلحة دمار شامل، وماحدث بعد ذلك أن باول نفسه عاد ـ بعد مغادرة منصبه في عام 2005 ـ ووصف خطابه في الأمم المتحدة بأنه "وصمة عار ستبقى في سجله للأبد"
------
المفارقة أن الحرب اندلعت بعد أيام قلائل من انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث شاركت الولايات المتحدة بحضور بارز لطمأنة الحلفاء، ورغم كل التحذيرات والتهديدات بفرض عقوبات فإن روسيا كانت قد حسمت أمرها وكانت تنتظر على مايبدو توقيت التنفيذ.
-------
روسيا تطلب ب"انسحاب كل قوات الولايات المتحدة واسلحتها المنتشرة في وسط #أوروبا وشرقها، في جنوب شرق أوروبا ودول البلطيق"، و"التخلي عن أي توسيع مقبل لحلف شمال الاطلسي"، وتدعمها في ذلك الصين
------
اخطات التقديرات الاستراتيجية التي حصرت تحركات روسيا في إطار لعبة "عض الأصبع" وسياسة حافة الهاوية" واعتبرت أن كل من روسيا والغرب يريد الانتصار من دون مواجهة عسكرية،
-----
لا يمكن انكار عنصر المفاجأة في هذه العملية العسكرية التي كان العالم كله يتابع تطوراتها وتفاصيلها بدقة، حتى أن الحديث عن مفاجأة يكاد يكون عبثياً، ولكنه حدث بالفعل لأن غالبية العواصم الغربية ظلت تستبعد الأمر وتنظر بتشكك لامكانية تحقيق سيناريو الغزو
-----
من يقرأ الأحداث من زاوية أعمق تاريخياً وأيديولوجياً كان يدرك تماماً أن بوتين لن يتراجع وأن تأخر التنفيذ يعود بالأساس لاستشراف سقف ردود الفعل الغربية والتأكد تماماً من عجز حلف الأطلسي عن الرد